Description
منذ أن سمعتْ صوته وهو يغنّي على جرف النهر، لم يستكن قلبها ولم يدر بخلدها أن هذا الغناء العذب سيعيدها إلى ذاكرةٍ مكلوبة. الغناء الذي يطوّح بالرّيح ويحمل معه رذاذ الفرات ويغصّ بغرين القاع الملاطف للأسماك الصغيرة والكبيرة من نوع البنّي والشبوط والگطان وهي تلبط آخر حركاتها. الكلمات النشيجية تذكرّها بمرارةٍ بالغةٍ ما حلّ بنعيّم الذي يجلس بكلّ تأكيدٍ الى جوار ستار، وهو يغنّي بعد مغيب الشمس، بعد انتهاء الآذان القادم من جوف جامعٍ يتّكئ على كتف الفرات العالي، في الطريق الممتد من سوق الشيوخ إلى منطقة ( الكرماشية ) ليعود الى الغناء من جديدٍ، مصحوبًا بحلاوة البكاء الذي يسكبه نعيّم ويشاركه فيه عْبيّس، الذي يركن عربته بحمارها الذي يعدّه أخاه التوأم
علي لفتة سعيد
حب عتيق
Reviews
There are no reviews yet.